نور وهدايه – الصلاة في حياة المسلم بين التعبد والتربيه
ان من يتامل في جوهر العبادات في الاسلام فانه يري لها اتصالا وثيقا بالحياة التي يحياها الانسان والتي يرجو ان تكون حياة طيبة وامنة قائمة علي التخلق بكل خلق طيب حميد وعلي الشعور بالسلام النفسي والاطمئنان القلبي والصفاء الروحي مع البعد عما يشوب هذه الحياة من امور تكدر صفوها وتذهب بنقائها وطهرها
فاذا كان من غايات العبادات في الاسلام اعلان الامتثال والخضوع لله سبحانه وتعالي واعلان انه الواحد الاحد المعبود كما جاء في قول الله عز وجل ( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين ) الانعام 162-163 فانه الي جانب هذه الغاية التعبدية توجد غايات اخري تترتب عليها وتحقق الفوز والفلاح والاصلاح لصاحبها في نفسه وللمجتمع الذي هو فرد من افراده وتلك سمه بارزة من سمات العبادات في الاسلام وهي جمعها بين التعبد والتربيه في ان واحد
فالعبادات ليست امر نفسيا محصورا بين الانسان وربه عز وجل ثم لاشيء بعد ذلك وانما هي اوسع من ذلك غرضا وابعد تاثيرا وتاتي فريضه الصلاة في مقدمه الافعال والاقوال التي يتعبد من خلالها المسلم ويتجه بها الي ربه عز وجل في تضرع وخشوع ورجاءوخضوع وذكر دائم لله سبحانه وتعالي في اوقات محددة تستغرق اجزاء من الليل والنهار وتجعل المسلم قريبا من رحاب رب العالمين يأنس بطاعته ويلوذ بحماه ويعتصم بحبله المتين وبذلك يكون امنا من الحيرة والضلال والغفله والنسيان كما قال عز وجل (واقم الصلاة لذكري ) 14 طه
هذا عن المظهر التعبدي ام عن الاثر التربوي التهذيبي فاننا نري الاشارة اليه في قول الله (اتل اوحي اليك من الكتاب والحكمة واقم الصلاة ان الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون ) العنكبوت 45 والايه تفيد ان المداومه علي الصلاة في وقتها في خشوع واستحضار لجلال الله سبحانه وتعالي ولعلمه الذي احاط بكل شيء فان ذلك يؤدي حتما الي ابتعاد هذا المصلي عن كل مظاهر الفحشاء والمنكر فلا يجرؤ علي ارتكاب امر محرم محظور ولايفعل ما ينهي الله تعالي عن من رذائل المنكر قولا وعملا لانه يكون في واقعه حيثما خطت به قدماه دائم المراقبة لله عز وجل منفذا التوجيه النبوي الذي جاء في قوله صلي الله عليه وسلم في تفسير معني الاحسان (الاحسان ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك )
ومن جانب اخر فان المصلي المداوم علي الصلاة في اوقاتها يعلم علم اليقين انه سوف يقف بين يدي ربه مصليا وانه سوف يدعوه ويناجيه ويستعين به ويستغفرة ومن هنا فانه يخجل من نفسه كل الخجل ويستحي من الله تعالي الله الحياء ويشعر في قراره نفسه ان من الكبائر ان يجاهر حق عز وجل بالمعصية في الوقت الذي يريد ان يتقرب اليه بالصلاة لان في ذلك جمعا بين النقضين ومن هنا فانه ينأي بنفسه عن هذا التناقض ويلزمها السير علي الصراط المستقيم الهدي والرشاد والنور المبين وبذلك يتحقق الجانب التربوي من الجانب التعبدي
واذا كان هذا هو اثر الصلاة في اصلاح الفرد العابد فان هذا الاثر هو اثر متنقل من الفرد الي الجماعة الان هنا تبدو لنا قيمتها التربويه في الحياة وان ادءها حق الاداء يؤدي الي ما سواها من الطاعات كما يشير الي ذلك الهدي النبوي الذي يبن لنا ان من اقام الصلاة فقد اقام الدين وان من تركها ولم يودها علي الوجه الاكمل فقد هدم الدين والي هذا ايضا يشير الي قول النبي صلي الله عليه وسلم ( اول ما يحاسب به العبد يوم القيامه الصلاة فان صلحت صلح سائر عمله وان فسدت فسد سائر عمله
عن استاذنا الدكتور / طه مصطفي ابو كرشيه
اللهم ان اصبت فمن فمنك وان اخطئت فمني والشيطان
نفعنا الله بما نقراء ونعمل في دنيانا اخرتنا
والحمد لله رب العالمين
ان من يتامل في جوهر العبادات في الاسلام فانه يري لها اتصالا وثيقا بالحياة التي يحياها الانسان والتي يرجو ان تكون حياة طيبة وامنة قائمة علي التخلق بكل خلق طيب حميد وعلي الشعور بالسلام النفسي والاطمئنان القلبي والصفاء الروحي مع البعد عما يشوب هذه الحياة من امور تكدر صفوها وتذهب بنقائها وطهرها
فاذا كان من غايات العبادات في الاسلام اعلان الامتثال والخضوع لله سبحانه وتعالي واعلان انه الواحد الاحد المعبود كما جاء في قول الله عز وجل ( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين ) الانعام 162-163 فانه الي جانب هذه الغاية التعبدية توجد غايات اخري تترتب عليها وتحقق الفوز والفلاح والاصلاح لصاحبها في نفسه وللمجتمع الذي هو فرد من افراده وتلك سمه بارزة من سمات العبادات في الاسلام وهي جمعها بين التعبد والتربيه في ان واحد
فالعبادات ليست امر نفسيا محصورا بين الانسان وربه عز وجل ثم لاشيء بعد ذلك وانما هي اوسع من ذلك غرضا وابعد تاثيرا وتاتي فريضه الصلاة في مقدمه الافعال والاقوال التي يتعبد من خلالها المسلم ويتجه بها الي ربه عز وجل في تضرع وخشوع ورجاءوخضوع وذكر دائم لله سبحانه وتعالي في اوقات محددة تستغرق اجزاء من الليل والنهار وتجعل المسلم قريبا من رحاب رب العالمين يأنس بطاعته ويلوذ بحماه ويعتصم بحبله المتين وبذلك يكون امنا من الحيرة والضلال والغفله والنسيان كما قال عز وجل (واقم الصلاة لذكري ) 14 طه
هذا عن المظهر التعبدي ام عن الاثر التربوي التهذيبي فاننا نري الاشارة اليه في قول الله (اتل اوحي اليك من الكتاب والحكمة واقم الصلاة ان الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون ) العنكبوت 45 والايه تفيد ان المداومه علي الصلاة في وقتها في خشوع واستحضار لجلال الله سبحانه وتعالي ولعلمه الذي احاط بكل شيء فان ذلك يؤدي حتما الي ابتعاد هذا المصلي عن كل مظاهر الفحشاء والمنكر فلا يجرؤ علي ارتكاب امر محرم محظور ولايفعل ما ينهي الله تعالي عن من رذائل المنكر قولا وعملا لانه يكون في واقعه حيثما خطت به قدماه دائم المراقبة لله عز وجل منفذا التوجيه النبوي الذي جاء في قوله صلي الله عليه وسلم في تفسير معني الاحسان (الاحسان ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك )
ومن جانب اخر فان المصلي المداوم علي الصلاة في اوقاتها يعلم علم اليقين انه سوف يقف بين يدي ربه مصليا وانه سوف يدعوه ويناجيه ويستعين به ويستغفرة ومن هنا فانه يخجل من نفسه كل الخجل ويستحي من الله تعالي الله الحياء ويشعر في قراره نفسه ان من الكبائر ان يجاهر حق عز وجل بالمعصية في الوقت الذي يريد ان يتقرب اليه بالصلاة لان في ذلك جمعا بين النقضين ومن هنا فانه ينأي بنفسه عن هذا التناقض ويلزمها السير علي الصراط المستقيم الهدي والرشاد والنور المبين وبذلك يتحقق الجانب التربوي من الجانب التعبدي
واذا كان هذا هو اثر الصلاة في اصلاح الفرد العابد فان هذا الاثر هو اثر متنقل من الفرد الي الجماعة الان هنا تبدو لنا قيمتها التربويه في الحياة وان ادءها حق الاداء يؤدي الي ما سواها من الطاعات كما يشير الي ذلك الهدي النبوي الذي يبن لنا ان من اقام الصلاة فقد اقام الدين وان من تركها ولم يودها علي الوجه الاكمل فقد هدم الدين والي هذا ايضا يشير الي قول النبي صلي الله عليه وسلم ( اول ما يحاسب به العبد يوم القيامه الصلاة فان صلحت صلح سائر عمله وان فسدت فسد سائر عمله
عن استاذنا الدكتور / طه مصطفي ابو كرشيه
اللهم ان اصبت فمن فمنك وان اخطئت فمني والشيطان
نفعنا الله بما نقراء ونعمل في دنيانا اخرتنا
والحمد لله رب العالمين
الجمعة أكتوبر 23, 2015 6:46 am من طرف الصرفندي
» مظفر النواب - القدس عروس عروبتكم
الإثنين أكتوبر 12, 2015 6:38 am من طرف جهاد
» الميـاه الراكدة ودورة البلهارسيا
الإثنين أكتوبر 12, 2015 6:34 am من طرف جهاد
» مراحل تاهيل علاج ادمان المخدرات
الإثنين أكتوبر 12, 2015 6:31 am من طرف جهاد
» كيف تتعاملين مع زوجك "النسونجي"؟
الإثنين أكتوبر 12, 2015 6:30 am من طرف جهاد
» ترتيب الطعام واهميتة
الإثنين أكتوبر 12, 2015 6:28 am من طرف جهاد
» نوّع طعامك للتخلص من السموم
الإثنين أكتوبر 12, 2015 6:26 am من طرف جهاد
» لا لاهمال الغدة الدرقية عند مريض السكري
الإثنين أكتوبر 12, 2015 6:24 am من طرف جهاد
» افتراضي كيف تحمي نفسك وتبتعد عن الادمان - نصيحة للمدمن
الإثنين أكتوبر 12, 2015 6:22 am من طرف جهاد
» أصابع اللحم على الطريقة الروسية
الإثنين أكتوبر 12, 2015 6:15 am من طرف كينان
» أكلة الشاكرية السورية
الإثنين أكتوبر 12, 2015 6:14 am من طرف كينان
» كيف يدلع كل زوج زوجته حسب مهنتة
الإثنين أكتوبر 12, 2015 6:06 am من طرف كينان
» منتخب السيدات يستقطب اللاعبة ابو صباح المقيمة في المانيا
الإثنين أكتوبر 12, 2015 5:50 am من طرف الصرفندي
» قناة الأردن الرياضية توفر تغطية موسعة لمباراة الأردن وطاجيكستان
الإثنين أكتوبر 12, 2015 5:45 am من طرف الصرفندي
» نائب عراقية تطالب بلادها بوقف تصدير النفط للاردن
الإثنين أكتوبر 12, 2015 5:39 am من طرف الصرفندي
» فيديو: ذبابة تحرج المذيعة لجين عمران على الهواء
الإثنين أكتوبر 12, 2015 5:37 am من طرف الصرفندي
» بالفيديو.. لقطات مذهلة لثعلب يصطاد سمكة كبيرة
الإثنين أكتوبر 12, 2015 5:31 am من طرف الصرفندي
» فيديو: ثلاث ممرضات منقبات يؤدين رقصة شعبية داخل مستشفى
الإثنين أكتوبر 12, 2015 5:28 am من طرف الصرفندي
» في حوار مفتوح،طارق خوري:في عام 2017 سأنهي عملي الإداري في نادي الوحدات،وهذا ما قدمه الوحدات لي وما زلت مقصراً
الإثنين أكتوبر 12, 2015 5:16 am من طرف الصرفندي
» افتراضي تقرير صدى الملاعب (الاردن 2 - 0 استراليا ) تصفيات كأس العالم وكأس اسيا - 8 - 10 - 2015
الإثنين أكتوبر 12, 2015 5:10 am من طرف الصرفندي