خواطر وجدانية
عن البشر والحياة
الطمع والطموح
صبحي غندور
يجد بعض الناس صعوبة كبيرة في الفصل بين الطمع والطموح ،
فما بينهما خيط رفيع من الصعب تحديده عادةً ،
فالمشكلة أن الأمر يبدأ دائماً بدافع «طموحي» مشروع ،
ولكنه بمرور الزمن يتحول إلى هدف «طمعيّ» غير مبرَّر .
وإذا كان الطموح هو وراء كل تطوّر إنساني وتقدّم حضاري أو علمي ،
فإنَّ الطمع كان السبب لكثيرٍ من الدَّمار والمآسي على مستوى الأفراد والهيئات والدوُّل .
وبقدر ما احتاجت البشرية في مراحل التاريخ كلّه إلى أشخاص وقادة طامحين يصنعون المجد لأنفسهم ولغيرهم ،
بقدر ما دفع البشر الثمن غالياً نتيجة لأطماع بعض الأشخاص .
ولأنَّ الطموح يستهدف الوصول إلى غاياتٍ نبيلة ، فإنَّ أصحابه يشدِّدون على الترابط بين شرف الأساليب ومشروعية الأهداف .
أمَّا الطامعون فيمارسون شعار ميكيافيللي المشهور : «الغاية تبرِّر الوسيلة» .
فلا أخلاق تردعهم ولا ضمير يعذبهم ولا هم يحزنون على ما يفعلون.
الطامح في الحياة ينتقل من إنجازٍ إلى آخر ، ومن عطاءٍ إلى تضحيةٍ أكبر ،
بينما الطامع لا يرى العيش سعيداً بدون اقتناص الفرص والأشياء والأشخاص .
«الخط الأحمر» للطامحين هو عدم الإساءة للآخرين ،
بينما ذلك هو «الخط الأخضر» الوحيد المفتوح دائماً أمام الطامعين .
الطامحون يحصدون الذكر الحسن لهم ولأعمالهم ،
والطامعون يلهثون لكسب لحظاتٍ في الحاضر على حساب كل المستقبل .
الطامح في الحياة هو رمز الخير والعطاء ،
والطامع في الدنيا هو رمز الشر والخطيئة .
طبيعة الإنسان
الإنسان هو مزيج من نفس (روح) وجسد وقلب وعقل .
إن النفس/ الروح تكون حيث قدر لها الخالق في الجسد وقدر ما قدر لها من زمان .
والجسد يترهل تبعاً للسنين ولكيفية المحافظة عليه ، ما قدر له الخالق أن يعيش .
والقلب لا يعرف عمراً محدداً فكن صغيراً أو كبيراً تبقى تحب وتكره .
أما العقل فهو الذي ينضج ويتألق كلما ازداد العمر.
وفي المحصلة فإن كبر السن هو مسألة رابحة !
فقد نخسر بعضاً من حيوية الجسد لكن القلب يبقى طفلاً والعقل يزداد حكمة .
المهم هو محصلة العمر بعد انقضاء الأجل :
فهل ستعود النفس/الروح إلى خالقها مطمئنة لتاريخها ، راضية عن أعمالها ، مرضية لباريها ؟
بعد حصيلة العمر التي صنعها مزيج الجسد والقلب والعقل ؟
مراحل حياتية
في العقد الأول من حياة الإنسان ـ بين سنة وعشرة ـ
يكون محور الاهتمام عنده ينصب على ما يفعله الجسد من خلال المسافة بين القدم والركبة :
(أي تركيز الاهتمام على المشي والركض واللعب)
في العقد الثاني من حياة الإنسان ـ سن المراهقة ـ
يكون محور الاهتمام عنده ينصب على ما يفعله الجسد من خلال المسافة بين الركبة والخصر :
(أي تركيز الاهتمام على المسائل الجنسية)!
في العقد الثالث ـ بين العشرين والثلاثين من العمر ـ
ينصب اهتمام الإنسان على ما يفعله الجسد من خلال المسافة بين الخصر والرقبة :
(أي تركيز الاهتمام على القلب والعواطف والحب والزواج) !
في العقد الرابع ـ بين الثلاثين وبدء الأربعين من العمر ـ
يكون محور الاهتمام بما يفعله الجسد من خلال المسافة بين الرقبة وما فوقها من رأس :
(أي تركيز الاهتمام على العمل والاستقرار الفكري والشخصي والمهني والتعامل العقلاني مع الأمور) !
وبعد الأربعين على الإنسان أن يختار بين مزيج كل المراحل أو البقاء فقط بالمرحلة الأخيرة أو العودة للمراحل الأولى !!
أمثولة من القمر إلى البشر
حكاية البشر مع القمر هي حكاية الغزل والحب والجمال ...
فالقمر رمز لكل وصفٍ جميل ،
لكنْ هل فكرنا مرَّةً واحدة في أمثولة هذا الشغف الإنساني المتواصل عبر التاريخ بكوكبٍ صخري داسته أقدام الأميركي «نيل أرمسترونغ» ،
ولم يجد عليه سوى صخورٍ سوداء !
إنَّ الإعجاب الإنساني بالقمر لا يتأثر بحجم ضوئه .
فالهلال له جماله كما البدر الكامل .
ودائماً نقول "سبحان الله" ما أجمل القمر !
مهما كانت مساحة الضوء الظاهرة فيه .
فلو تمعنَّا بأمثولة العلاقة بين البشر والقمر وطبَّقناها على العلاقة بين البشر أنفسهم ،
فماذا يحدث ؟
إنَّ النَّاس تنظر دائماً إلى «إيجابيات» القمر وترى فيه الجانب المضيء فقط ولا تسأل عن حجم مساحة الظلام ،
بل تعشق هلاله كما تتغزّل في اكتماله ..
وينسى الناس حتماً أنَّ البدر هو «كمال» نسبي للقمر ،
حيث نصفه الآخر غير المرئي للأرض يسوده ظلام دامس .
فالكمال لله وحده عزَّ وجلّ .
أمَّا على الأرض ، فالبشر ينظرون إلى بعضهم البعض من رؤيةٍ مختلفة ومعاكسة تماما .
إنَّ الهمّ الأول لبعض النَّاس هو الانتباه لما عند غيرهم من سلبيات وما فيها من زوايا معتمة ،
وليس لما هنالك من إشعاع نور ولو بصيص محدود يستحيل انعدامه عند معظم الناس -إنْ لم نقل كلّهم .
إنَّ الأخذ بأمثولة التطلّع إلى القمر وتطبيقها في مجال العلاقة مع الآخرين تجعلها أكثر ارتياحاً وإنتاجاً وارتباطاً .
وما نراه عادةً من سلبيات إنْ هي إلا الجزء المظلم في كلِّ إنسان ،
سوف تتحوَّل بمرور الزّمن إلى انشدادٍ طبيعي لإيجابيات في الآخرين ،
موجودة حتماً مهما اختلف حجمها .
رجاء شرح وجهة نظركم في الاختيار الذي قمتم بالمشاركة به في الاستطلاع من خلال مشاركة جديدة ،،
الجمعة أكتوبر 23, 2015 6:46 am من طرف الصرفندي
» مظفر النواب - القدس عروس عروبتكم
الإثنين أكتوبر 12, 2015 6:38 am من طرف جهاد
» الميـاه الراكدة ودورة البلهارسيا
الإثنين أكتوبر 12, 2015 6:34 am من طرف جهاد
» مراحل تاهيل علاج ادمان المخدرات
الإثنين أكتوبر 12, 2015 6:31 am من طرف جهاد
» كيف تتعاملين مع زوجك "النسونجي"؟
الإثنين أكتوبر 12, 2015 6:30 am من طرف جهاد
» ترتيب الطعام واهميتة
الإثنين أكتوبر 12, 2015 6:28 am من طرف جهاد
» نوّع طعامك للتخلص من السموم
الإثنين أكتوبر 12, 2015 6:26 am من طرف جهاد
» لا لاهمال الغدة الدرقية عند مريض السكري
الإثنين أكتوبر 12, 2015 6:24 am من طرف جهاد
» افتراضي كيف تحمي نفسك وتبتعد عن الادمان - نصيحة للمدمن
الإثنين أكتوبر 12, 2015 6:22 am من طرف جهاد
» أصابع اللحم على الطريقة الروسية
الإثنين أكتوبر 12, 2015 6:15 am من طرف كينان
» أكلة الشاكرية السورية
الإثنين أكتوبر 12, 2015 6:14 am من طرف كينان
» كيف يدلع كل زوج زوجته حسب مهنتة
الإثنين أكتوبر 12, 2015 6:06 am من طرف كينان
» منتخب السيدات يستقطب اللاعبة ابو صباح المقيمة في المانيا
الإثنين أكتوبر 12, 2015 5:50 am من طرف الصرفندي
» قناة الأردن الرياضية توفر تغطية موسعة لمباراة الأردن وطاجيكستان
الإثنين أكتوبر 12, 2015 5:45 am من طرف الصرفندي
» نائب عراقية تطالب بلادها بوقف تصدير النفط للاردن
الإثنين أكتوبر 12, 2015 5:39 am من طرف الصرفندي
» فيديو: ذبابة تحرج المذيعة لجين عمران على الهواء
الإثنين أكتوبر 12, 2015 5:37 am من طرف الصرفندي
» بالفيديو.. لقطات مذهلة لثعلب يصطاد سمكة كبيرة
الإثنين أكتوبر 12, 2015 5:31 am من طرف الصرفندي
» فيديو: ثلاث ممرضات منقبات يؤدين رقصة شعبية داخل مستشفى
الإثنين أكتوبر 12, 2015 5:28 am من طرف الصرفندي
» في حوار مفتوح،طارق خوري:في عام 2017 سأنهي عملي الإداري في نادي الوحدات،وهذا ما قدمه الوحدات لي وما زلت مقصراً
الإثنين أكتوبر 12, 2015 5:16 am من طرف الصرفندي
» افتراضي تقرير صدى الملاعب (الاردن 2 - 0 استراليا ) تصفيات كأس العالم وكأس اسيا - 8 - 10 - 2015
الإثنين أكتوبر 12, 2015 5:10 am من طرف الصرفندي